الحب حرفان فقط لكنهما يستعصيان على كل المعاني والمفاهيم وما اوتيت اللغة من امتدادات ومشتقات ومهما بلغت حضارة الحرف العربي فانها عاجزة تماما عن صياغة تعريف للحب او تحديد آفاقه ومعالمه ومنعطفاته .
وبين هذه القيود والمحاذير والخطوط الحمراء اجدني عاجزاً كما عجز الحرف واللغة عن بلورة تعريف للحب يحقق الغرض من التعريف فالحب لا اوضح منه شيء حتى يعرف به وتعريف الشيء بنفسه لا يحقق ما نصبو اليه . فالحب هو الحب فلنخرق ضوابط التعريفات لان الحب هو أستثناء مقدس لا يمس ولا يدنس وهو الحب فكفى ولكن انما يعرف المجهول او الشيء الاكثر خفاءاً وهل أعرف شيء من الحب ومتى جهل او خفي حتى يحتاج الى أداة لغوية او دليل معرفي يدل عليه .
ولئن غرقت على سواحل مفرداته اللغوية فاني اقدر مقدار الغرق لكل من يلج بحرالحب الحقيقي او يغور أعماقه لكن الغريب ان من يغرق في الحب ومتاهاته يعش في علياء الامل ومن يحترق بالحب يبترد وربما من السهل جدا ان تحب بلا تكلف وتزلف ولكن من الصعب أكيدا ان تجد ذلك الحبيب الذي يستحق كل هذا الحب ومتاهاته ودهاليزه وانفاقه وبالتالي تضحياته.
وهنا يمكننا تقسيم نشوء الحب الى مراحل اولها الاعجاب وهو اول خطوه في طريق الحب , وثانيها مرحله االتقرب الى ذلك الشئ االذي اعجبت به ,وذلك التقرب له طرق ووسائل كثيره منها التبسم فألبتسامه شئ جميل ولغه يفهما الجميع .وتمثل المرحله الثالثه منعطف في بداية الحب وهي التقرب الى ذلك الشخص الذي اعجبت به وهنا يأتي دورالحديث وتجاذب اطرفه مع من اعجبت به وتقربت اليه , وبذلك تكثر القائات والمواعيد المتكرره من اجل توثيق العلاقه لوجود صفات وسمات وعلامات تنجذب اليها من حيث تشعر او من اجل معرفه اسرار الذلك الشئ الذي تقربت اليه ومعرفه طباعه وسلوكه لكي لا يكون حبا صبيانيا عاطفيا فقط بل يكون حبا ناضجا ممزوجا يبن العقل والعاطفه.بعد طوي هذه المراحل الثلاث المرحه تأتي المرحل الاهم والخطر وبنفس الوقت الجمل والاروع المرحل المكمله لما بدأه وسعى من اجل تحقيقه وهوالحب الذي يعني الحياه بما تحمل من صدق والاخلاص والوفاء لانه قد يكون من السهل جداً ان تحب ما تشاء ولكن من الصعب جدا ان تجد كل ذاك الصدق والوفاء والغريب جدا ان الانسان يستطيع ان يخادع او يصانع او ينافق ويماذق في كل شيء الا الحب فينفضح وتنكشف مراميه وكيده وشروره وقد تستطيع ان تخدع بعض الفتيات في كل الوقت وقد تستطيع ان تخدع كل الفتيات في بعض الوقت لكن من المستصعب جدا ان تخدع كل الفتيات في كل الوقت لان الحب كقلعة من الزجاج شفافة لا تكتم داخلها ويود الذي في داخلها الخروج منها للخلاص منها كما يود الذي في الخارج الدخول اليها للسيطرة عليها .
وليس عيباً ان يخدعك حبيبك وانت تصدق معه ولكن العيب كله ان تخدعه انت والمهم انك تصدق مع من تحب وليس مهما ان يخون البعض صدقك وتضحيتك .
لكل شيء ضريبة وثمن وهذه طبيعة الحياة وسننها ومن يريد ان يقطف وردة فعليه ان يتوقع وخز الاشواك المحيطة وكلما عظمت الشجرة بالثمرة تتوقع من يرميها بالحجارة ومن يبلغ مجد الحب فعليه ان يتجرع مرارته ويسهر لياليه .
من خلال الحب نستمد الثقة والامل والعطاء وبه نعرف معنى الحياة فمن لا حب له لا حياة له ومن سلب نعمة الحب فهو ميت وسط الاحياء لان الحب هو القلب الذي يخفق بسر الحياة ونبض الواقع وقوة الابداع والحب هو مقاس الاشياء وموازينها واقدارها اذا احببت فاحبب هوناً هون عسى ان يكون حبيبك بغيضاً لك يوما ما واذا بغضت فابغض هونا هون عسى ان يكون بغيظك حبيبا لكً يوما ما )